Wednesday, March 5, 2008

الصّيام .. أيام للتعبد والتأمل
تتألف السنة البهائية من تسعة عشر شهرا، كل شهر منها تسعة عشر يوما سُميت على أسماء صفات الله فالشهر الاول يسمى شهر البهاء، ثم يليه شهر الجلال ،فالجمال، ثم ...الخ. الى ان نصل الى الشهر التاسع عشر (شهر العلا) وهو شهر الصوم. ويقع عادة في الفترة ما بين(2-20) من شهر (مارس) ويبدأ شهر العلا عقب أعياد أيام الهاء مباشرة وينتهي بعيد النيروز

وخلال هذه الأيّام التّسعةعشر يكون الصّيام بالامتناع عن الأكل والشّرب من الشّروق حتّى الغروب. وحيث أنّ شهر الصّيام ينتهي بيوم الاعتدال الرّبيعي في (مارس) فإنّ الصّيام يقع دائمًا في نفس الفصل وهو الرّبيع في نصف الكرة الشّمالي والخريف في نصف الكرة الجنوبي، فلا هو بواقع في حرارة الصّيف الشّديدة ولا في برودة الشّتاء القاسية ممّا يجعل الصّيام شاقًّا. وبالإضافة إلى هذا ففي هذا الفصل تكون الفترة بين الشّروق والغروب متساوية تقريبًا في جميع أنحاء المعمورة أي من السّاعة السّادسة صباحاً حتّى السّاعة السّادسة مساءً

يا قلم الاعلى قل ياملأ الانشاء قد كتبنا عليكم الصّيام ايامًا معدودات وجعلنا النيروز عيدًا لكم بعد اكمالها كذلك اضاءت شمس البيان من افق الكتاب من لدن مالك المبدء والمآب
( حضرة بهاء الله – الكتاب الاقدس، فقرة 16)

هذه حدود الله التي رقمت من القلم الاعلى في الزبر والالواح. تمسكوا باوامر الله واحكامه ولا تكونوا من الذين اخذوا اصول انفسهم ونبذوا اصول الله ورائهم بما اتبعوا الظنون والاوهام. كفّوا انفسكم عن الاكل والشّرب من الطّلوع إلى الافول، ايّاكم ان يمنعكم الهوى عن هذا الفضل الّذي قدّر في الكتاب
( حضرة بهاء الله – الكتاب الاقدس، فقرة 17)

والصوم مفروض على كل بهائي وبهائية من سن الخامسة عشرة إلى بلوغ سن السبعين. الا انه ليس مفروضًا على الأطفال والمرضى والمسافرين والشّيوخ والعجزة والحوامل والمرضعات

ليس على المسافر والمريض والحامل والمرضع من حرج عفا الله عنهم فضلا من عنده انه لهو العزيز الوهاب
( حضرة بهاء الله – الكتاب الاقدس، فقرة 16)

المدلولات الروحانية للصوم

أنّ مثل هذا الصّيام السّنوي المفروض بموجب الأحكام البهائيّة نافع صحيًّا. وحيث أنّ حقيقة الصّيام البهائيّ ليست في الإمساك عن الطّعام المادي بل في ذكر الله الّذي هو الطّعام الرّوحانيّ لذا فحقيقة الصّيام البهائيّ لا تقتصر على الامتناع عن الطّعام المادي الّذي يساعد على تطهير الجسد ولكنّه يوجّه النفوس إلى الانقطاع عمّا سوى الله

ان الصيام يسبب علوّا في المقام الروحاني للانسان
(حضرة عبدالبهاء - اهمية الصلاة والصوم، ص 21)

الصيام يؤدي إلى تنبّه الانسان وتذكّره فيصبح القلب رقيقا وتزداد روحانية الانسان بحيث يصبح فكره منحصرا في الذكر الالهي. من هذه الحالة يزداد الرقي المعنوي للانسان
(حضرة عبدالبهاء - مائده اسماني، الجزء 9، ص 27)

"الصّيام رمز. الصّيام يعني الامتناع عن الشّهوات. الصّيام المادي رمز عن ذلك الامتناع وشيء يذكّر الصّائم به. بمعنى أنّ الإنسان عندما يمتنع عن الشّهوات الماديّة عليه أنْ يمتنعَ عن الشّهوات النفسيّة والنّزوات، لكنْ مجرّد الامتناع عن الطّعام لا تأثير له على الرّوح بل إنّه مجرّد رمز وشيء يذكر. وبدون هذا لا أهميّة له. فالصّيام لهذا الهدف لا يعني الامتناع التّام عن الطّعام. بل القاعدة الذّهبيّة الخاصّة بالطّعام هي أنْ لا يأكل المرء كثيرًا ولا يأكل قليلاً. فالاعتدال ضروريّ. وهناك في الهند طائفة تمسك عن الطّعام أقصى إمساك وتقلّل طعامها تدريجيًّا إلى أنْ تصلَ بالعيش على لا شيء تقريبًا، وهذا يؤثّر كثيرًا على ذكائها. ولنْ يكونَ المرء أهلاً لخدمة الله بعقل ضعيف وجسد ضعيف قد أضعفهما الامتناع عن الطّعام فصار لا يستطيع رؤية الأمور رؤية واضحة
(حضرة عبدالبهاء)

:بيّن حضرة شوقي افندي أن أيام الصوم هي

في الأساس أيام للتعبد والتأمل، وفترة لتجديد القوى الروحانية، وعلى المؤمن أن يسعى أثناءها لتقويم وجدانه، وإنعاش القوى الروحية الكامنة في ذاته. ولذلك فأهمية هذه الفترة وغايتها أساسا روحانية، فالصوم ذكرى للصائم ويرمز للكفّ عن الأنانية، والشهوات الجسدية

اهمية اطاعة الاحكام الالهية

جميع الاحكام والقوانين الالهية هدفها ترقي روح الانسان وتهذيب سلوك البشر. وبما ان الله يعلم المفيد والاصلح والاحسن لنا نحن خلقه، ينبغي لنا ان نضع ثقتنا الكاملة به ونتوكل عليه ونسعى بكل طاقتنا لتنفيذ احكامه وتعاليمه.ان ارقى درجة من درجات الطاعة هى الطاعة المقترنة بالحب، وليس الخوف

يا ملأ الأرض اعلموا أن أوامري سُرج عنايتي بين عبادي ومفاتيح رحمتي لبريتي كذلك نزل الأمر من سماء مشية ربكم مالك الأديان لو يجد أحد حلاوة البيان الذي ظهر من فم مشيّة الرحمن لينفق ما عنده ولو يكون خزائن الأرض كلها ليثبت أمرا من أوامره المشرقة من أفق العناية والألطاف
(حضرة بهاء الله - الكتاب الاقدس، فقرة 3)

يا ابن الوجود
اعمل حدودي حُباً لي ثُم انهِ نفسك عما تهوى طلباً لرضائي

(حضرة بهاء الله - الكلمات المكنونة العربية)

خذ الصلاة والصوم، ان الدين سماء، والصوم شمسها والصلاة قمرها. وانها لعمود الدين وبها يظهر المطيع والعاصي
(حضرة بهاء الله)

في عالم العبادة يعتبر الصوم والصلاة اعظم ركنين لشريعة الله. لا يجوز الفتور فيهما ابدًا ولا يليق التقصير بهما
(حضرة عبد البهاء - اهمية الصلاة والصوم، ص 12)

No comments: